کد مطلب:109985 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:161

نامه 028-در پاسخ معاویه











ومن كتاب له علیه السلام

إلی معاویة جواباً، قال الشریف: وهو من محاسن الكتب.

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ أَتَانِی كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِیهِ اصْطِفَاءَ اللهِ مُحَمَّداً صَلََّی الله ُعَلَیْهِ وَآلِهِ لِدِینِهِ، وَتَأْیِیدَهُ إِیَّاهُ بِمَنْ أَیَّدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَقَدْ خَبَّأَ لَنَا الدَّهْرُ مِنْكَ عَجَباً، إِذْ طَفِقْتَ تُخْبِرُنَا بِبَلاَءِ اللهِ تَعَاَلی عِنْدَنَا. وَنِعْمَتِهِ عَلَیْنَا فِی نَبِیِّنَا، فَكُنْتَ فِی ذلكِ كَنَاقِلِ الَّتمْرِ إِلَی هَجَرَ، أَوْ دَاعِی مُسَدِّدِهِ إِلَی النِّضَالِ. وَزَعَمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ فِی الْإِسْلاَمِ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَذَكَرْتَ أَمْراً إِنْ تَمَّ اعْتَزَلَكَ كُلُّهُ، وَإِنْ نَقَصَ لَمْ یَلْحَقْكَ ثَلْمُهُ، وَمَا أَنْتَ وَالْفَاضِلَ وَالْمَفْضُولَ، وَالسَّائِسَ وَالْمَسُوسَ! وَمَا لِلطُّلَقَاءِ وَأَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ، وَالتَّمْییزَ بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ الْأَوَّلِینَ، وَتَرْتِیبَ دَرَجَاتِهِمْ، وَتَعْرِیفَ طَبَقَاتِهِمْ! هَیْهَاتَ لَقَدْ حَنَّ قِدْحٌ لَیْسَ مِنْهَا، وَطَفِقَ یَحْكُمُ فِیهَا مَنْ عَلَیْهِ الْحُكْمُ لَهَا! أَلاَ تَرْبَعُ أَیُّهَا الْإِنْسَانُ عَلَی ظَلْعِكَ، وَتَعْرِفُ قُصُورَ ذَرْعِكَ، وَتَتَأَخَّرُ حَیْثُ أَخَّرَكَ الْقَدَرُ! فَمَا عَلَیْكَ غَلَبَةُ الْمَغْلُوبِ، وَلاَ لَكَ ظَفَرُ الظَّافِرِ! وَإِنَّكَ لَذَهّابٌ فِی التِّیهِ، رَوَّاغٌ عَنِ الْقَصْدِ. أَلاَ تَرَی ـ غَیْرَ مُخْبِر لَكَ، لكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أُحَدِّثُ ـ أَنَّ قَوْماً اسْتُشْهِدُوا فی سَبِیلِ اللهِ تَعَالَی مِنَ الْمُهاجِرینَ وَالْأَنْصَارِ, ولِكُلٍّ فَضْلٌ، حَتَّی إِذَا اسْتُشْهِدَ شَهِیدُنَا قِیلَ: سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ، وَخَصَّهُ رَسُولُ اللهِ_ صَلَّی الله ُعَلَیْهِ وَآلِهِ_ بِسَبْعِینَ تَكْبِیرَةً عِنْدَ صَلاَتِهِ عَلَیْهِ! أَوَلاَ تَرَی أَنَّ قَوْماً قُطِّعَتْ أَیْدیِهِمْ فِی سَبِیلِ اللهِ ـ وَلِكُلّ فَضْلٌ ـ حَتَّی إذَا فُعِلَ بِوَاحِدِنَا كمَا فُعِلَ بِوَاحِدِهِمْ، قِیلَ: الطَّیَّارُ فِی الْجَنَّةِ وَذُوالْجَنَاحَیْنِ! وَلَوْ لاَ مَا نَهَی اللهُ عَنْهُ مِنْ تَزْكِیَةِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ، لَذَكَرَ ذَاكِرٌ فَضَائِلَ جَمَّةً، تَعْرِفُهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِینَ، وَلاَ تَمُجُّهَا آذَانُ السَّامِعِینَ. فَدَع ْ عَنْكَ مَنْ مَالَتْ بِه الرَّمِیَّةُ، فَإِنَّا صَنَائِعُ رَبِّنَا، وَالنَّاسُ بَعْدُ صَنَائِعُ لَنَا. لَمْ یَمْنَعْنَا قَدِیمُ عِزِّنَا وَلاَ عَادِیُّ طَوْلِنَا عَلَی قَوْمِكَ أَنْ خَلَطْنَاكُمْ بَأَنفُسِنَا، فَنَكَحْنَا وَأَنْكَحْنا، فِعْلَ الأََكْفَاءِ، وَلَسْتُمْ هُنَاكَ! وَأَنَّی یَكُونُ ذلِكَ كَذَلِكَ وَمِنَّا النَّبِیُّ وَمِنْكُمُ الْمُكَذِّبُ، وَمِنَّا أَسَدُ اللهِ وَمِنْكُمْ أَسَدُ الْأََحْلاَفِ، وَمِنَّا سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمِنْكُمْ صِبْیَةُ النَّارِ، وَمِنَّا خَیْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِینِ وَمِنْكُمْ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ، فِی كَثِیٍر مِمَّا لَنَا وَعَلَیْكُمْ! فَإِسْلاَمُنَا مَا قَدْ سُمِعَ، وَجَاهِلِیَّتُنَا لاَ تُدْفَعُ، وَكِتَابُ اللهِ یَجْمَعُ لَنَا مَا شَذَّ عَنَّا، وَهُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَی ( وَأُولُو الاَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَی بِبَعْض فِی كِتَابِ اللهِ)، وَقَوْلُهُ تَعَالَی: ( إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْرَاهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِیُّ وَالَّذِینَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِیُّ الْمُؤمِنِینَ)، فَنَحْنُ مَرَّةً أوْلَی بِالْقَرَابَةِ، وَتَارَةً أَوْلَی بِالطَّاعَةِ. وَلَمَّا احْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ عَلَی الْأَنْصَارِ یَوْمَ السَّقِیفَةِ بِرَسُولِ الله _ صَلَّی الله ُعَلَیْهِ وَآلِهِ_ فَلَجُوا عَلَیْهِمْ, فَإِنْ یَكُنِ الْفَلَجُ بِهِ فَالْحَقُّ لَنَا دُونَكُمْ، وَإِنْ یَكُنْ بِغَیْرِهِ فَالْأَنْصَارُ عَلَی دَعْوَاهُمْ. وَزَعَمْتَ أَنِّی لِكُلِّ الْخُلَفَاءِ حَسَدْتُ، وَعَلَی كُلِّهِمْ بَغَیْتُ، فَإِنْ یَكُنْ ذلِكَ كَذلِكَ فَلَیْستَ الْجِنَایَةُ عَلَیْكَ، فَیَكُونَ الْعُذْرُ إِلَیْكَ.وَتِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا وَقُلْتَ: إِنِّی كُنْتُ أُقَادُ كَمَا یُقَادُ الْجَمَلُ الْمَخْشُوشُ حَتَّی أُبَایِعَ، وَلَعَمْرُ اللهِ لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تَذُمَّ فَمَدَحْتَ، وَأَنْ تَفْضَحَ فَافْتَضَحْتَ! وَمَا عَلَی الْمُسْلِمِ مِنْ غَضَاضَة فِی أَنْ یَكُونَ مَظْلُوماً مَا لَمْ یَكُنْ شَاكّاً فِی دِینِهِ، وَلاَ مُرْتَاباً بِیَقِینِهِ! وَهذِهِ حُجَّتِی إِلَی غَیْرِكَ قَصْدُهَا، وَلكِنِّی أَطْلَقْتُ لَكَ مِنْهَا بِقَدْرِ مَا سَنَحَ مِنْ ذِكْرِهَا. ثُمَّ ذَكَرْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِی وَأَمْرِعُثْمانَ، فَلَكَ أَنْ تُجَابَ عَنْ هذِهِ لِرَحِمِكَ منْهُ، فَأَیُّنَا كَانَ أَعْدَی لَهُ، أَ هْدَی إِلَی مَقَاتِلِهِ ! أَمَنْ بَذَلَ لَهُ نُصْرَتَهُ فَاسْتَقْعَدَهُ وَاسْتَكَفَّهُ، أَمْ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ فَتَرَاَخی عَنْهُ بَثَّ الْمَنُونَ إِلَیْهِ، حَتَّی أَتَی قَدَرُهُ عَلَیْهِ، كَلاَّ وَاللهِ لَقَد یَعْلِمَ اللهُ الْمُعَوِّقِینَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِینَ لِإِِِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَیْنَا وَلاَ یَأَتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلیلاً. وَمَا كُنْتُ لاَِعْتَذِرَ مِنْ أَنِّی كُنْتُ أَنْقِمُ عَلَیْهِ أَحْدَاثاً، فَإِنْ كَانَ الذَّنْبُ إِلَیْهِ إِرْشَادِی وَهِدَایَتِی لَهُ، فَرُبَّ مَلُومٍ لاَ ذَنْبَ لَهُ. وَقَدْ یَسْتَفِیدُ الظِّنَّةَ الْمُتَنَصِّحُ وَمَا أَرَدْتُ (إِلاَّ الْإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِیقِی إِلاَّ بِاللهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ و إلَیْهِ أُنِیبُ) وَذَكَرْتَ أَنَّهُ لَیْسَ لِی وَلِأَصْحَابِی عِنْدَكَ إِلاَّ السَّیْفُ، فَلَقَدْ أَضْحَكْتَ بَعْدَ اسْتِعْبَار ! مَتَی أُلْفِیَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ الْأَعْدَاءِ نَاكِلِینَ، وبِالسُّیُوفِ مُخَوَّفِینَ؟! فَـ لَبِّثْ قَلِیلاً یَلْحَقِ الْهَیْجَا حَمَلْ فَسَیَطْلُبُكَ مَنْ تَطْلُبُ، وَیَقْرُبُ مِنْكَ مَا تَسْتَبْعِدُ، وَأَنَا مُرْقِلٌ نَحْوَكَ فِی جَحْفَل مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالْأَنْصَارِ، وَالتَّابِعِینَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، شَدِیدٍ زِحَامُهُمْ، سَاطِعٍ قَتَامُهُمْ، مُتَسَرْبِلِینَ سَرَابِیلَ الْمَوْتِ، أَحَبُّ اللِّقَاءِ إِلَیْهِمْ لِقَاءُ رَبِّهِمْ، قَدْ صَحِبَتْهُمْ ذُرِّیَّةٌ بَدْرِیَّةٌ، وَسُیُوفٌ هَاشِمِیَّةٌ، قَدْ عَرَفْتَ مَوَاقِ عَ نِصَالِهَا فِی أَخِیكَ وَخَالِكَ وَجَدِّكَ وَأَهْلِكَ، (وَمَا هِیَ مِنَ الظَّالِمِینَ بِبَعِید)